لماذا يرمي السويديون 348 مليون كيلوغرام من الطعام سنوياً؟

في مكانٍ ما، في أحد المطابخ السويدية، تُلقى قطعة خبز بعيداً لأنّه مرّ عليها فترة طويلة وبدأت تظهر علامات العفن. في ذات الوقت، يُرمى برأس الخس في القمامة لأنه لم يُستهلك في الوقت المناسب. هل فكرت يوماً في كمية الطعام التي نهدرها سنوياً؟

33 كيلوغرام للشخص

وفقًا لأحدث الأبحاث الصادرة عن وكالة الأغذية السويدية Livsmedelsverket، يُلقي كل سويدي ما يقرب من 33 كيلوغراماً من الطعام والشراب كل عام. يبدو الأمر كأننا نشتري الطعام وفي اعتقادنا مجرد رقم على إيصال، ننسى قيمته الحقيقية بمجرد وصوله للمنزل.

إذا ما حسبنا هذا الرقم وضربناه بتعداد سكان السويد، سنحصل على رقم مهول هو "347,994,900". إنّ رمي قرابة 348 مليون كيلو غرام من الغذاء سنوياً هو شيء لا يجب التهاون فيه.

يتسوق المستهلكون السويديون بذكاء في المتاجر، يبحثون عن العروض والتخفيضات. لكن، هل يُعقل أن نشتري كميات زائدة من الطعام فقط لأنها "رخيصة"، دون النظر لمدة صلاحيتها؟ تقول الباحثة هيلين ويليامز Helén Williams من جامعة كارلستاد Karlstads universitet، بأنّ الأمر يتعلق أيضاً بالوعي. يمكننا شراء عبوتين من المعكرونة لأنها تدوم لفترة طويلة، لكن ماذا عن الخضروات الطازجة مثل الخيار؟ هل سنأكلها جميعها في ثلاثة أيام؟

حلول بسيطة

بعض الحلول البسيطة يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً. تخطيط الوجبات وكتابة قوائم الشراء يمكن أن يُقلل من معدلات الأطعمة غير المستهلكة. تجنب شراء الطعام في عبوات كبيرة إذا كنت لا تحتاجها فعلياً. احرص على شراء الخضروات التي تحتفظ بصلاحيتها لفترة أطول، مثل رؤوس الخس بدلاً من الخس المقطع.

يمكن لهذه القضية أن تكون أكثر من مجرد مشكلة اقتصادية أو بيئية. إنها تنعكس على قيمنا كمجتمع. إذا كنا نرغب في الحفاظ على مواردنا والاعتناء بالبيئة، فإن البداية يمكن أن تكون من مطابخنا الخاصة.