مجتمع

مقال رأي: لوفين «الحنون» وقتيل السويد الأشقر ملوّن العينين

مقال رأي: لوفين «الحنون» وقتيل السويد الأشقر ملوّن العينين image

Grizzly Bear

أخر تحديث

Aa

مقال رأي: لوفين «الحنون» وقتيل السويد الأشقر ملوّن العينين

Foto Pär Bäckström/TT

مقال للكاتب عروة درويش 

إحصاءات لازمة

ما بين 2018 و31 آب/أغسطس 2021، ضحايا إطلاق النار في السويد هم 1296:

  • 169 شخص قتلوا
  • 460 إصابات متنوعة
  • 1 عمره أقلّ من 15 عاماً قتل
  • 4 عمرهم أقلّ من 15 عاماً جرحوا
  • أغلبية ضحايا إطلاق النار بين 15 و24 عام.

كم واحداً تعرفون اسمه؟ وكم واحداً منهم قام رأس الحكومة السويدية، أو مسؤول سويدي رفيع، بنعيه واعتبار موته خسارة للشباب وحدثاً مأساوياً، كما فعل عند مقتل مغني الراب الشاب إينار؟

إينار كان معتقلاً بتهمة طعن شخص في مطعم مع شخصين

حسنوا النيّة ولكن...

نحاول أن نكون حسني النية هنا، ولكن هل يعقل ألّا نلاحظ أنّ القتيل إينار له مزايا يرغبها الكثيرون في هذه البلاد، من إعلام، وأرباب عمل، وسياسيين:

  • اسمه الحقيقي نيلز كيرت إيريك إينار غرونبيري، أي اسم سويدي خالص.
  • والدته لينا نيلسون، ممثلة سويدية تحمل كذلك اسماً سويدياً خالصاً.
  • أشقر الشعر.
  • عيونه ملونة.
  • بشرته بيضاء محمرّة.

أليست هذه المزايا مناسبة لأي شخص في السويد كي يصبح مقتله «مأساة» ومؤثرة على الشباب السويدي بالنسبة للسياسيين؟ هل كان شخصُ من شعب السامي مثلاً ليكون موته بهذه المأساوية؟ فما بالكم بقادم من بلاد عربية؟

المشكلة أنّ هذه المزايا كانت كفيلة بجعل لوفين – ومن سيتبعه من السياسيين لاحقاً – ينسى بأنّ مغني الراب المقتول كانت تربطه علاقات مشبوهة بعصابات الإجرام تحتاج إلى الكثير من التحقيقات اللاحقة، وبأنّه هو نفسه تمّ اعتقاله على خلفية عملية طعنٍ في مطعم. وبأنّ سبب إطلاق سراحه مع من كان معه من الشرطة لم يبعد الشبهات عنه.

بربّكم، الرجل مشهور

وأنا أكتب كلماتي شعرت فجأة بالاستحياء من نفسي، وفكّرت: كفانا نحن الذين لم يخلقنا الله من البيض، عنصريّة ضدّ البيض... ولكن قبل أن أنتهي من الفكرة، نظرت إلى المرآة وضحكت على الفكرة.

قد يقول البعض بأننا نحمّل الأمر أكثر ممّا ينبغي، وأنّ السيّد لوفين، أو غيره من السياسيين، سيهرعون مثل جميع السياسيين حول العالم للاستفادة من مقتل شخص بهذه الشهرة.

إنّ شهرة القتيل إينار لها دور كبير بكل تأكيد، ولكن لا أعتقد بأننا يجب أن نكون ساذجين بأن نفترض بأنّ شهرته وحدها هي المعيار الذي حقق شعبيته في المقام الأول لدى السياسيين.

أوكسون اليميني الصريح الذي يريد أصوات المتطرفين

ثق بالسياسيين

قرأت مرة في كتاب لأحد البريطانيين الذين يسخرون من «استثنائية» السويديين شيئاً أضحكني. كان مؤلف الكتاب مذهولاً من أنّ السويديين يثقون ببعضهم البعض لدرجة أنّهم يثقون بحكوماتهم وسياسييهم.

لنكن واقعيين، فأيّ سياسي، سواء لوفين أو غيره، من حقّه أن يحاول الحصول على موافقة الجماهير على تياره من خلال الاستفادة من هكذا حدث.

لكن في الحقيقة، ما يخيفني اليوم ليس لوفين، وهو هنا بالنسبة لي لا يعدو بتصريحه مهرّجاً أراد اللحاق بركب السيرك، بل خوفي من التصريحات السياسية القادمة، والتي سنسمع بعضها، بينما سيقال بعضها الآخر في ندوات مغلقة قد تصلنا تسريبها وقد لا تصلنا.

تخيلوا معي سيناريو افتراضي يقف فيه سياسيّ يميني «بإجلال وحزن» أمام مجموعة من المتحمسين الذين يكرهون العرب والمسلمين والمهاجرين ويقول: «لقد فقدنا أحد رموز الشباب السويدي الناجحين، وعلينا أن نحمي بقية رموزنا من الغزاة...».

يحاول هؤلاء المتطرفون عادة تصويرنا جمعينا كأننا «وباء» حلّ بهم، ويتناسون ببساطة – ويُنسون جمهورهم – بأنّ  الكثيرين من أبنائنا هم أيضاً عرضة للقتل على يد عصابات الإجرام والشارع، وأحياناً في اليوم ذاته الذي يقتل فيه الشقر ملونو العيون.

رغم أنّ الصورة قاتمة قليلاً، لكنّها أكثر حقيقية من حزن لوفين والسياسيين الآخرين الذين سنسمع خطبهم الحزينة على مقتل مغني الراب الأشقر ملوّن العينين.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©