5 جرائم من شدة غرابتها لن تصدق حدوثها في السويد

في السويد، حيث يسود النظام والهدوء، تبرز بين الحين والآخر حوادث وجرائم تلفت الأنظار بغرابتها وطرافتها. من سرقة طفلين لسيارة بريد في مالمو إلى ارتكاب قاضية لجريمة سرقة خلال الأعياد، تعكس هذه الحوادث الجوانب الإنسانية والمرحة في مجتمع يعتبر نموذجياً في النظام والاستقرار. في هذا المقال، نستعرض سلسلة من هذه الحوادث المثيرة للدهشة، والتي حصلت مؤخراً في السويد، والتي تسلط الضوء على الجانب الإنساني وأحياناً الكوميدي في تعامل الأفراد مع القانون والنظام.

الحادثة الأولى: طفلان يسرقان سيارة بريد ويصطدمان بجدار منزل

في حادثة غير معتادة شهدتها مدينة مالمو السويدية، تم الإبلاغ عن قيام طفلين، لا تتجاوز أعمارهما العشر سنوات، بسرقة سيارة بريد واصطدامها بجدار منزل في منطقة سكنية، حيث لم يتم الكشف بعد عن ملابسات الحادث بالتفصيل، ولا يزال الغموض يكتنف حالة الأطفال الصحية نظراً لعدم تمكن الشرطة من العثور عليهم، وفقاً لما أورده موقع "newsner".

ووفقاً لتقارير شهود العيان، رُصِد الطفلان وهما يفران من مكان الحادث، مما يشير إلى احتمال عدم تعرضهما لإصابات خطيرة. السيارة المعنية، وهي عبارة عن سيارة بريد صغيرة، عُثر عليها في شارع مجاور لمكان وقوع الحادث.

وفي ضوء ذلك، أكدت إيفيلينا أولسون، المتحدثة باسم شرطة مقاطعة سكونه، أنه لم يبدو أن هناك أي رسائل أو طرود بريدية تمت سرقتها من داخل السيارة.

الحادثة الثانية: ارتكاب قاضية لجريمة سرقة خلال الأعياد

إحدى أغرب الجرائم التي حدثت في السويد تتعلق بقاضية مخضرمة اُتهمت بسرقة وجبات جاهزة من اللحوم والجبن خلال الاحتفالات بالأعياد. القاضية آن-كريستين ليندبلاد، إحدى القضاة الستة عشر في المحكمة العليا السويدية، والتي كانت تبلغ من العمر 67 عاماً في ذلك الوقت، واجهت سلسلة من العقوبات التي أثرت على مسيرتها المهنية وسمعتها الشخصية بشكل كبير. وكشفت كاميرات المراقبة عن إخفائها لوجبات باهظة الثمن داخل حقيبة تسوق في أحد المتاجر بوسط ستوكهولم. وقد ألقت المحكمة العليا حكمها عليها بتغريمها 50 ألف كرونة سويدية، أو ما يقرب من 6 آلاف دولار أمريكي، وفقاً لما أوردته صحيفة "أكسبريسن" السويدية. ليندبلاد، التي تم تعيينها في المحكمة العليا عام 2002 وشغلت مناصب حكومية مهمة، قررت تحمل عواقب أفعالها، بما في ذلك ترك منصبها والتقاعد بعد إجازة مرضية، والتخلي عن جميع المهام الأخرى. ويذكر أن السرقة البسيطة تعتبر كذلك عندما تحدث في متجر وتكون قيمتها أقل من 1250 كرونة سويدية.

الحادثة الثالثة: نصيحة طريفة من الشرطة للأزواج حول فرامل اليد

في حادثة طريفة وغير مألوفة في السويد، أظهرت الشرطة السويدية حساً فكاهياً في تواصلها مع الجمهور، وتمثلت الواقعة في نصيحة أصدرتها الشرطة للأزواج بأهمية تذكر رفع فرامل اليد في سياراتهم، بعد حادثة مثيرة للدهشة تعرض لها زوجان، وقد انزلقت سيارتهما على منحدر بجزيرة سوديرمالم في ستوكهولم، حيث توقفا دون رفع الفرامل. معززةً رسالتها بصورة السيارة المتوقفة أسفل المنحدر، أضفت الشرطة لمسة ساخرة على تغريدتها على تويتر، معلقةً: «نسيا فرامل اليد عندما سيطرت الرغبة على الزوجين. السلامة قبل كل شيء. وعلى كل المستويات». في لحظة عناق غرامي بين الزوجين، نسيا رفع فرامل اليد للسيارة، مما أدى إلى تدحرجها فجأة نحو أسفل المنحدر. هذه اللهجة الساخرة، غير المتوقعة من الشرطة، لاقت تفاعلاً واسعاً، حيث جذبت أكثر من 65 ألف متابع لحساب الشرطة السويدية على تويتر، وفقاً لصحيفة "أفتونبلادت" السويدية.

الحادثة الرابعة: سرقات غريبة في الكنائس

وقعت جريمة غريبة جداً في السويد تتعلق برجل ثلاثيني متهم بسرقة رماد رجل ميت من كنيسة تورساكر، الواقعة في بلدية كرامفورس التابعة لمقاطعة فاستر نورلاند. وقد أُبلغت عن السرقة في الرابع من يوليو/تموز من العام الجاري، وبعد ساعات قليلة، تمكنت الشرطة من اعتقال رجلين يشتبه في تورطهما في الاقتحام. ووجدت الشرطة أيضاً وعاءً آخر تعرض للتخريب وتم سرقة واحد آخر صغير، وفقاً لما أوردته صحيفة أنغرمانلاند "tidningen angermanland".

الحادثة الخامسة: سرقات غريبة في متاجر الأغذية

وقعت حادثة غريبة أخرى في السويد، في 5 مايو/أيار 2023، حيث اقتحمت امرأة تبلغ من العمر 59 عاماً متجر Hemköp في هانينغه سنتروم وسرقت آيس كريم، مشروب غازي، وساندوتش دون دفع ثمنهم. وبلغت قيمة المنتجات التي أخذتها 239 كرون سويدي. وقد عُثر على المرأة في رصيف تحميل المتجر، حيث أكدت أنها كانت تتسوق في ظروف طارئة بسبب انخفاض مستوى سكر الدم لدى شريكها، ما استدعى تناوله لبعض السكر بسرعة. ومع ذلك، قضت المحكمة بأن السبب الذي قدمته المرأة لا يعتبر حالة طوارئ، وفرضت عليها غرامة يومية بقيمة 50 كرون سويدي لمدة 30 يوماً، وفقاً لما ذكرته صحيفة "nyheter24" السويدية.

وختاماً، تلقي هذه السلسلة من الحوادث والجرائم الغريبة في السويد الضوء على التناقضات الفريدة والطابع غير المتوقع للسلوك البشري. من طفلين يقودان سيارة بريد إلى قاضية تسرق وجبات جاهزة، تشهد هذه الحوادث على أن حتى في أكثر المجتمعات نظاماً، يمكن أن تظهر لحظات من الدهشة والغرابة، مذكرةً بأن الحياة مليئة بالمفاجآت، سواء كانت مضحكة أو محيرة.